من وحي الطراز الأندلسي صُممت هذه الشقة السياحية والتي تناسب بطبيعتها قضاء العطلات الصيفية وتسع بمساحتها عائلة كبيرة. يقع هذا المشروع المذهل في قرطبة بإسبانيا، وقد تمت عملية إعادة تأهيله بنجاح مبهر على أكمل وجه نتيجة لجهود مهنيين شركة StudioBMK المتخصصين حيث أجريت رحلة التجديد مع الاحتفاظ بمعالم وشخصية المنزل الأساسية ذات الطابع الأندلسي.
صُمِمَت هذه الشقة الاستوديو على ثلاثة مبادئ أساسية حرص المهندسون على ترسيخها فيها ألا وهي: التميز والاستدامة والابتكار، وهو ما سنلمسه هنا بوضوح في تصميمها الأخاذ.. دعونا نبدأ جولتنا الآن دون إهدار الكثير من الوقت!
من أول وهلة تقع عينيك على التصميم الداخلي لهذا المنزل الخاضع لعمليات تجديد مكثفة وشاملة تجد أن المهنيين الذي عملوا على إعادة تأهيله حرصوا كل الحرص على الحفاظ على السمات الأساسية المميزة له وخصوصًا شخصيته النموذجية أكثر من أي شئ آخر، حيث كانت من أبرز سماته الرئيسية اللمسة الأندلسية التي نلمحها في معظم ديكوراته كما نرى في الصورة، واليوم سنسلط الضوء على تلك اللمسات.
لابد أن نبدأ بالسجادة المزركشة والتي تتخللها رسوم مستوحاة من العصر الأندلسي المعروف بفخامة عمارته الهندسية وديكوراته، وقد نجحت تلك السجادة والتي تمثل بطلة الرواية في هذا المنزل بأن تأخذنا من أيدينا لذلك العصر بألوانها الزاهية ورسومها المتداخلة ليكمل روعة المنظر مجموعة من الإكسسوارات المحيطة من طاولة نحاسية مستديرة، ومقعد ملون بلا مساند ومع ذلك مريح، حتى المرآة الذهبية التي تتصدر الجدار.
ساحة مشتركة تضم العديد من الغرف في اندماج لا مثيل له وأجواء حميمية مفرطة. فمن هذه الصورة نلمح أن المطبخ والسفرة وإحدى غرف النوم معًا في بقعة واحدة تغمرهم حالة من التناغم الرهيب. هنا تجد الاستغلال الأمثل للمساحات، وتتعلم فن تحقيق التناسق بين الغرف المختلفة بل وإيجاد رابط مشترك رغم اختلاف طبيعتهم جميعًا!
ولأن هذا المشروع عبارة عن شقة سياحية مصممة خصيصًا للعائلات بغرض قضاء العطلات الصيفية والاستمتاع بأحلى الأوقات، حرص المصممون على توفير جميع وسائل الراحة والرفاهية بها ولم يقيدوا مطلقًا بعنصر المساحة بل اعتبروه نقطة حقيقية تحفزهم على تفجير إبداعاتهم الكامنة.
تفاصيل هذا المنزل من الداخل تعبر بقوة عن روعة الطراز العربي.. راقب ديكوراتها عن قُرب في فضاء متناغم يجمع جميع وسائل الراحة اللازمة لقضاء عطلة الأحلام!
جلسة أخرى تنتمي لـ غرفة المعيشة مشابه إلى حد كبير للتصميم السابق ولكن بتفاصيل مختلفة بعض الشئ، أبرزها الوسائد باللون الأحمر، وكذلك المرآة المثبتة أعلى الأريكة البيج، وأيضًا الطاولة المستديرة الموضوعة بجانب نظيرتها المعدنية.
تظهر لنا هذه الصورة جلسة ثالثة لا تنتمي هذه المرة للمعيشة بل لها شخصية مستقلة وهذا سر تميزها، فهي عبارة عن أريكة مريحة تسع ثلاثة أفراد بنفس اللون البيج مع اختلاف بسيط في ألوان الوسائد والسجادة وكذلك طاولات القهوة.
اختيار اللون البرتقالي المشرق في الوسائد المستوحى من ضوء الشمس واللون الأزرق بنقاءه في السجادة عزز من شخصية الغرفة ودعم إطلالتها كثيرًا، فبمجرد أن تقف على أعتابها تبث البهجة بنفسك وتجعلك مقبلًا على الحياة!
يضم هذا المنزل ثلاث غرف نوم مريحة وهادئة منها ما هو مدموج مع المجال الحيوي من معيشة وسفرة، ومنها ما هو مستقل وحده بعيدًا عن أي صخب خارجي، وهذه الغرفة من النوع الأخير.
من الطبيعي أن يلفت انتباهنا هنا كثيرًا تصميم السرير والذي صمم مسنده وفقًا للطراز الأندلسي، فحتى المرايات المثبتة أعلى المسند مباشرة مصممة على هذا النمط. اللون الأبيض يغمر الغرفة بالكامل إلى ان يصل لفرش السرير فيزيدها سكينة ونقاءًا وهو المطلوب بأي غرفة نوم. يتخلل هذا البياض الناصع فقط مجموعة شرائح خشبية باللون البني تشعر وكأنها فروع شجر مثبتة بالسقف في خطوط متوازية.
اقرأ أيضًا: فيلا سكنية في القاهرة ذات طابع خاص